سيكا جاز في تونس: العودة للحياة

سيكا جاز مصطلح يحيلك على الفور لعلاقة موسيقي الجاز الغربية بمقام السيكا الشرقي .. هذا إذا لم تكن تعرف تونس جيدا و بالتحديد مدينة الكاف الشاهقة أو حسب الإسم القديم (سيكافينريا) الذي عُرب ليصبح الكاف و من هنا إستمد المهرجان إسمه سيكا جاز ليحمل نصف إسم المدينة مقرونا بموسيقي الجاز و إن لم يخل المهرجان أيضا من بعد يربط الجاز بالموسيقى الشرقية من خلال المشاركين و الموسيقى المشاركة أيضا..

و خلال المؤتمر الصحفي الذي إستضافه فضاء مركز إيلاف المميز شريك المهرجان إستعرض مدير المهرجان ” رمزي الجبابلي ” تفاصيل فعاليات مهرجان سيكا جاز لعام 2022 والذي يستأنف رحلته الإبداعية بعد توقفه لسنتين بسبب جائحة الكورونا تحت شعار (العودة للحياة).
تحدث “الجبابلي” عن إصرار أهالي و الكيانات المختلفة في مدينة الكاف على إقامة مهرجان سيكا جاز رغم أنه يواجه عدة صعوبات .. و غياب الدعم المعتاد من بعض الجهات .. ، كما تحدث مدير المهرجان عن دور الأفراد و الكيانات الخاصة في الكاف في دعم المهرجان على كافة الصعد .. مثل مركز إيلاف الذي ذكرناه آنفا و دار الثقافة “الهادي الزغلامي” الذي سيستضيف عروض الجاز المجانية لجمهور المدينة فضلا عن تقديمه الدعم اللوجستي للمهرجان و ضيفه ، كذلك أصحاب أحد المزارع الخاصة الذين سيقومون باستضافة ضيوف المهرجان إلى جانب أصحاب النزل الخاصة المعروفة ببيوت الضيافة ، فيما ستكون العروض بمقابل في المركز الرئيس للمهرجان لهذه الدورة في المركز الوطني للفنون الدرامية و الركحية بمدينة الكاف حيث حالت بعض الصعوبات أن يقام المهرجان في مكانه المعتاد بالقصبة كما في دوراته السابقة ..
و حرص المهرجان على تنشيط مختلف أماكن السكن للضيوف ، بالإضافة لمعالم المدينة و التعريف بتراثها المادي و اللامادي ، و ثقافة الطعام في مدينة الكاف بصفة خاصة و الشمال الغربي المجاور للكاف بصفة عامة ، و العمل على تحقيق التوازن في الحركة السياحية و التجارية بين الكاف الشرقية و الكاف الغربية ، حيث ستخصص منطقة الكاف الغربية لمحبي السهر حتى أوقات متأخرة من الليل ..
و قد أكد مدير المهرجان “رمزي الجبابلي” أن المهرجان قد إقترح موعدين في هذا العام لإتاحة مساحة أكبر من المتعة لعشاق موسيقى الجاز .. الأول سيكا جاز في مكانه المعتاد بالقصبة من 15الى 20 مارس 2022 ، و سيكا جاز لايف فاكتوري من 3 الى 11 سبتمبر 2022 .. ، بيد أنه كما ذكرنا سلفا فإن الموعد الاول سوف يقام في مركز الفنون الدرامية و الركحية بالكاف ..

الرحلة

أما الموعد الثاني المقترح سيكا جاز لايف فاكتوري فسيرتكز على ما أطلق عليه “طريق الحكايات الجميلة” الذي يمر بقطاع هام من الشمال الغربي التونسي وصولا إلى الوسط الغربي مستعرضا معالمه الإيكولوجية و التاريخية و الحضارية و تراثه المادي و اللامادي بدءا من مختلف الفنون الإبداعية و الفلكلور و ليس إنتهاء بثقافة الطعام .. حيث تنطلق الرحلة من مدينة تستور الأندلسية بولاية باجة بمعالمها المختلفة من مسجدها الشهير بساعته التي تسير عكسيا نحو الأندلس ذلك المعلم الروحي المثير للشجون التي تؤججها موسيقى المألوف الأندلسي التونسي من وطنه الأم في تستور ، مرورا بالتراجيديا الحقيقية للفنانة التونسية “حبيبة مسيكة” من خلال دارها التستورية التي بناها لها عاشقها و قاتلها ، وربما يخفف مقهى الأندلس في قلب تستور القديمة وطأة التراجيديا المرتبطة بقصة ” حبيبة مسيكة ” من خلال حفل لموسيقى الجاز و الفلامنكو ل ” خوان كارمونا ” مع نادي غنائي محلي ، ثم تستأنف الرحلة إلى مدينة أخرى في نفس الولاية وهي مدينة تيبار حيث الدير الشهير للآباء البيض الذين تفاعلوا مع حرفتي الرعي و الزراعة التونسية و إستنبطوا سلالات من الأغنام و الكروم و العديد من المنتجات المرتبطة بها تعد نمطا مميزا من تلاقح ثقافة الطعام و الشراب بين الحضارات المتوسطية.. ليتوجها حفل ل “أيتما” ، ثم تستأنف الرحلة المقترحة طريقها نحو قرية ( اللاس ) التابعة لمنطقة “السرس” بولاية الكاف و التي تشتهر بالمقابر الجلمودية التاريخية و عيونها المائية العذبة و إنتاج أحد أجود أنواع زيت الزيتون التونسي حيث يقام حفل للفنانة التونسية “روضة عبد الله” .. ، ثم يسير ركب الرحلة إلى حيث يقام حفل ” شريشي ترانس ميوزيك” في مدينة الكاف بحي الشريشي ( السوق ) ، و إقامة فنية مع ” غيوم بيري ” ، بنجامي ، و فنانين من الكاف .. ، و لابد للبلاد التونسية التي شهدت إنتفاضة الحوض المنجمي في الجنوب الغربي أن تحتفي بالمناجم في الشمال الغربي حيث يقام في منجم الحديد بمدينة (الجريصة) الشهيرة حفل “غيوم بيري” في عزف منفرد على الساكسفون ، و عند (مائدة يوغرطة) الأسطورية التي تصلح لمأدبة تنين يقام حفل طريق 66 ، و تستمر الحفاوة بالمناجم حيث منجم الرصاص بمنزل سالم بحفل “سول شايلد” ، لتنتهي الرحلة عند الموقع الأثري في مدينة حيدرة المتاخمة لدولة الجزائر و التابعة لولاية القصرين بالوسط الغربي التونسي متوجة بحفل للفنان “وجدي الرياحي”.. ، و قد أسهبنا في إستعراض مقترح برمجة سيكا جاز لايف فاكتوري .. تحمسا لحلم طموح تحول إلى مقترح يستحق الدعم من الدولة التونسية و القطاع الخاص أيضا لأنه في حالة توافر الإرادة اللازمة لتنفيذه سيكون من أهم الفعاليات التونسية التي سيكون لها إنعكاسها التنموي الإيجابي على كافة الصعد .. و ربما يصبح هذا النوع من الفعاليات الأهم على الإطلاق ..

برنامج العروض الموسيقية لمهرجان سيكا جاز

– 15  مارس حفل الإفتتاح .. سهرة بعنوان ” جاز في سيكافينيريا ” و هو عرض ل ” منصف جنود ” السويسري من أصل تونسي  و ” كريستين فيوز ” .. بالتعاون مع سفارة سويسرا في تونس في إطار أيام الفرانكوفونية بحضور سعادة السفير السويسري في تونس ..

–  16 مارس حفل ل ” غيوم بيري ” عاشق الجاز الملحن و الموزع و عازف الساكسفون (فرنسا)

–  17 مارس في السابعة مساء.. سهرة بعنوان ( جاز قناوة ) .. بين عازف الدرامز الجزائري “كريم زياد” و الموسيقي المغربي ” مهدي نسولي ” ذو الإهتمام الخاص بموسيقى ( القناوة ) .. العرض مدرج (  الجزائر المغرب فرنسا ) حسب برمجة المهرجان .. ، و يمكننا القول أن جراح السياسة يداويها الفن

–  17 مارس الجزء الثاني من السهرة الساعة الثامنة و النصف مساء .. عرض (باب لبلوز) (المغرب فرنسا) لفرقة مغربية فرانكوفونية تمزج بين موسيقى البلوز الإفريقية و الموسيقات المغاربية المحلية ، و المجموعة تعرف نفسها بأنها مجموعة “روك”

– 18 مارس في الثامنة ليلا سهرة “جاز فانك بلوز” ل “بوني فيلدز” .. الولايات المتحدة الأميركية..

– 19 مارس الساعة الثامنة ليلا .. عرض “ووكو” “وندر كوليكتيف” فرنسا ..

–  الإختتام 20 مارس السابعة مساء .. عرض 24 عطر ل “محمد علي كمون” .. في تصور خاص لتكريم الكاف بعنوان “فريقا” بالشراكة مع سيكا جاز .

المصدر : The AsiaN