لا مركزية الثقافة شعار يُرفع ولا يُطبّق: سيكا جاز مثالا

Publié le 03.04.2022

 

ليلى العوني- الأيقونة الثقافية

لم يزد غياب الدولة وممثليها في الجهات وتخليها عن مشروع سيكا جاز، إلا مزيدا من الإصرار حتى وجد المهرجان مصادر دعم أخرى كي يستمر، خصوصا بعد حصول مدينة الكاف مؤخرا على لقب “مدينة الجاز ” ضمن مجموعة من المدن الأخرى عبر العالم، اللقب لا يُعطى جزافا بل بعد مجهود وإشعاع دولي لم تحفل به الدولة التونسية ولم يتم إستغلاله لصالح السياحة في تونس. وحتى يتفادى مهرجان سيكا جاز مصير مهرجان الجاز في طبرقة، عقدت الهيئة المديرة مجموعة من الشراكات مع القطاع الخاص جعلت الدورة السابعة ممكنة وأعلنت عن إنطلاقتها وفعالياتها خلال ندوة صحفية أقيمت في فضاء الحياة الثقافية “أليف” بالكاف مع غياب ملحوظ لمندوب وزارة السياحة بالكاف عنها.

أجواء مشحونة خلال الندوة ونبرة صوت غاضبة متحسرة في آن إلا أنها لم تخلو من ثقة في التجاوز ، تحدث بها مؤسس المهرجان زمري الجبابلي معبرا عن إستغرابه وإستهجانه من الموقف السلبي الذي تتخذه وزارة السياحة تجاه المهرجان الذي تجاوز دينه 220 ألف دينار منها 170 ألف دينار دين على الدولة لم يتم خلاصه إلى اللحظة. أما قلعة “القصبة” فتلك قصة أخرى مع وزارة الشؤون الثقافية التي تأبى هي الأخرى ترميم وتجهيز المكان الأثري العريق إستعدادا لإستقبال المهرجان وضيوفه وهو الذي يكلف المهرجان 80 ألف دينار لن يستطيع تحملها.

تحدي “القصبة

ولمن لا يعرف “القصبة” وأهميتها، فإن المهرجان برمته يستمد رمزيته منها ويرتبط بها، هو معلم راسخ منذ الحضارة الرومانية إلى الآن مما يحيلنا إلى إرتباط وثيق بين السياحة والثقافة فنجعل من الفعل الثقافي مورد رزق ويُحدث طفرة إقتصادية في المدينة من خلال تشغيل المطاعم والفنادق التي تطورت من 4 فنادق إلى أكثر من 20 فندق في الآونة الأخيرة.

وفي حال لم تتدخل وزارة الشؤون الثقافية فإن المهرجان سيقام في مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف فيما تقام الندوات واللقاءات والماستر كلاس بين الفضاء الخاص “أليف” والمركز الثقافي الهادي الزغلامي.

إنه أكثر من الجــــــــــاز في المهرجان!

في مساحة حرة للتعبيرات الفنية لشباب الكاف، يستدعي مهرجان سيكا الجاز ألوانا أخرى من الموسيقى في 5 عروض تشمل الموسيقى الصوفية في عرض عيساوية الكاف وعرضين لموسيقى من العالم يؤمنهما سهيل الشارني في عرض “سيرتانوفا” لسهيل الشارني وعرض لوليا باند وعرض لاتينو جاز لمجموعة “سيغارس” مع أيمن الجزيري وأخيرا عرض مختلط بين الروك والجاز في عرض “ميدنايت بين”.

المساحة الحرة مفتوحة للعموم من 15 إلى 19 مارس بداية من الساعة الواحدة بعد الظهر إلى الساعة السادسة مساء وتضم أنشطة موسيقية لشباب الكاف في تجسيد للصبغة الشعبية للمهرجان.

سيكا جاز لايف فاكتوري

في السنة الفارطة ونظرا للظروف الصحية، إظطر سيكا جاز إلى إقامة دورة إفتراضية بالكامل ويبدو أن الفكرة قد راقت للكثيرين في العالم فتم هذه السنة تقسيم المهرجان إلى قسمين واقعي وإفتراضي سيكون موعده من 3 إلى 11 سبتمبر المقبل.

البـــــــــــــــــرمجــــــــــة المفصّــــــلة

سهرة الإفتتاح ستكون يوم 15 مارس على الساعة الثامنة ليلا، بإمضاء الفنان السويسري من أصل تونسي منصف جنود وكريستين فيوز بعنوان “جاز في سيكافينيريا” بالتعاون مع سفارة سويسرا في تونس في إطار تنظيم تونس للقمة الفرنكوفونية.

يوم 16 مارس سيكون الموعد مع الفنان الفرنسي غيوم بيري في سهرة بعنوان “إلكترو جاز” وفي 17 مارس سيكون اللقاء بين الجزائر والمغرب في تحدّي للظروف الراهنة فما تفرقه السياسة تجمعه الموسيقى، بين الفنانين كريم زياد من الجزائر ومهدي نسولي من المغرب من سهرة تحمل عنوان “جاز قناوة” في جزئها الأول يليه عرض للفرقة المغربية الفرنكوفونية “باب لبلوز” في الجزء الثاني من السهرة.

وسيكون عرض يوم 18 مارس بإمضاء بوني فيلدز من الولايات المتحدة الأمركية فيما يتنظر يوم 19 مارس عشاق الجاز مجموعة “وندر كولكتيف” يقودها المغني بيريك تيلر، في عرض يحمل عنوان “ووكو”.

مسك الختام سيكون بتوقيع الفنان محمد علي كمون في عرض “24 عطر” في تصور خاص لتكريم الكاف بعنوان “فريقا” وبالشراكة مع مهرجان سيكا جاز.

 

المصدر : Icone Culture