الكاف مدينة الحب والجمال والفن، كلمات تتواتر على سمعك عن هذه المدينة التي تحمل في تفاصيلها سحرا ما لا يدرك عمقه إلا من ملأ داخله بنسماتها، قد يبدو لك الحديث عنها من قبيل المزايدة أو الغلو أو حتى الإطراء والمجاملة.
لكن الأمر سيغدو حقيقة لا ترتد حينما تمضي في شوارعها وأزقتها وتعانق آثارها وخضرتها وترى وجه الحياة الجميل في روح الدعابة التي تسكن “الكافية” حتى تخال أن المصائب والأحزان لا تطرق أبوابهم.
هذه المدينة تهديك دائما صورة أو صوتا أو رائحة أو حدثا لا ينسى وكأنها تأبى أن تزورها دون أن تترك في ذاكرتك وشما، وهاهي في أول أيام مهرجان سيكا جاز تظل على العهد.
صورة أخرى تعلق بالذاكرة، هي صورة الجمهور الذي ملأ المركز الثقافي الهادي الزغلامي حتى غص به وتفرع إلى محيطه، جمهور جذبته موسيقى فرقة عيساوية الكاف في عرضها ضمن قسم “مساحة حرة” من مهرجان سيكا جاز.
“حي على الحياة.. حي على الفن” هي الترنيمة التي تسري من بين ثنايا الموسيقى الصوفية، ترنيم تقرؤها في نظرات الجمهور وفي ابتساماته وتفاعلاته مع الإيقاعات وفي تلك الرغبة الملحة في الارتواء من الموسيقى.. من الفن.. ومن الحياة.
المصدر : Hakaek Online