كثيرة هي العناصر التي جعلت من “سيكا جاز” مهرجانات ذو هوية متفردة، من خصوصية المكان إلى زخم الموسيقى وحماسة الجمهور الذي يبعث في العروض الموسيقية حيوات أخرى وينشئ حالة من التناغم مع العازفين على الركح.
في السهرة الرابعة على التوالي في “سيكا جاز” يصنع الجمهور الحدث في المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالعافيه وينثر المزيد من الحماس في صفوف العازفين والمغنين وهم يجارون تفاعلهم مع الموسيقى.
“جاز فانك بلوز”، هو عنوان السهرة التي بعثت فيها الموسيقى الدفء في الأرجاء لتطمس أي أثر للبرد الذي يوشح طقس مدينة الكاف، وتعالت فيها نغمات الحرية لتتحرر على وقعها الأجساد ويكون الرقص سمة عرض “بوني فيلدز”.
على إيقاع أغان تحتفي بالإنسان والحرية وبالحياة، ألهبت الموسيقى قاعة العرض، وراقص عازف الترومبيت المتفرّد الجمهور على إيقاعات الحرية وتعالت على الركح موسيقى ألوان موسيقية راوحت بين الجاز والبلوز والفانك.
عبر نغمات الترومبيت التي يجيد بوني فيلدز مخاطبتها ونغمات الساكسفون التي تروي فيها رفيقته على الركح وفي الحياة قصصا عن الثورة والحرية، نجحت المجموعة الموسيقية في استمالة جمهور سيكا جاز الذي ترك المقاعد وأمضى السهرة راقصا.
في الأثناء تحكي أنغام الكلافي والدرامز والباص قصصا مختلفة عن الحياة وعن الإنسان لتواصل الموسيقى بعث حركية وحماسة في مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف حيث غصت الممرات بين المقاعد بالأجساد الراقصة.
في زيارته الثانية لتونس، تحديدا لمدينة الكاف ضمن برمجة مهرجان سيكا جاز بعد حضور أول في اختتام مهرجان الجاز بطبرقة، يبرهن بوني فيلدز مرة أخرى على فرادة أسلوبة ورؤيته الموسيقية التي تنعل من أصوله الافريقية.
والمتأمل في تفاصيل عرض “بوني فيلدز” سيلاحظ تمكنه من مفاتيح استمالة الجمهور والقدرة على مخاطبته بلغة موسيقية تتخطى كل الحواجز، وهذه الملاحظة تسري على ما بعد العرض إذ أمضى بعض الوقت في التقاط الصور مع عشاق موسيقاه.
وفي النقطة الإعلامية التي انتظمت معه بعد العرض بحضور عدد من الصحفيين، كان وفيا لشخصيته العفوية والتلقائية وهو يتحدث عن أجواء العرض وعن جمهور سيكا جاز الاستثنائي وعن إعجابه بمدينة الكاف.
وبالمناسبة أعلن عن مشروع موسيقي جديد سيرى النور في شهر ماي المقبل وسيكون وفيا لعالم الببوز والفانك التي يجيد مزجها ليخلق لنفسه بصمة خاصة تأبى المنافسة.
المصدر : Hakaek Online